الزواج ليس مجرد وقت يقضيه رجل وامرأة معاً، لكنه رحلة طويلة من الزمن لها هدف ولها إيقاع يجب أن يستمر، وللأسف لا توجد وصفة سحرية تجعل الزواج قصة سعيدة ممتدة من ليلة الزفاف حتى آخر العمر، فالحياة الزوجية كالطبيعة، كدرجات الحرارة، تنخفض وترتفع، ليست ربيعاً كلها، أو شتاء كلها، ولا هي تبقى عند نقطة الغليان أو تحت درجة الصفر، والذين لا يتوقفون عند الخلافات الطارئة أو النزوات الصغيرة أو الأخطاء التافهة يتجاوزون كل ما سبق؛ لأنهم يدركون أنه لا شيء يدوم، لا الرضا، ولا السخط، وكل شيء في الحياة سيمر بحلوه ومره.
هؤلاء هم الذين وصلوا إلى النضج العاطفي والعقلي؛ لأنهم أدركوا أنَّ هناك محاولات وتصرفات ومواصفات وعلاقات تجعل الزواج علاقة صحية بين الرجل والمرأة؛ علاقات طبيعية فيها التفاهم الممتد والخلافات الطارئة، فيها الربيع والصيف والخريف والشتاء، لكن بنسب متفاوتة، فيها لمسة الحنان وصرخة الغضب، هؤلاء أدركوا أنَّ الزواج كالطبخة التي أعدت بإتقان.
اختصاصية الإرشاد الأميركية «لونا فيري» شبهت الزواج بشجرة الحب التي تحتاج دائماً لرعاية، فإن حرمت من الماء والهواء والغذاء تصبح حياة الزوجين مملة وجافة وذابلة، وتنصح بإحداث التغيير فوراً؛ بالسفر وبالبعد، بتجنب الحديث عن الخلافات، بتبادل الهدايا لإعادة شحن بطارية الحب.
فالتكرار يقتل الحب، وعلى المرأة والرجل أيضاً البحث عن وسائل التجديد في حياتهما الزوجية، والندوات والسهرات والرحلات، وتغيير ديكور المنزل، والذهاب للتسوق، وإلى المسرح والسينما، كل هذا يجدد الزواج.
والبعد أيضاً عنصر مهم في إضفاء جو التشويق والإثارة، فسفر الزوج لبضعة أيام، أو سفر الزوجة، يشعل نيران الأشواق القديمة، ويعيد طعم أيام الحب والانتظار واللهفة، ولهذا فإنَّ الإجازة الزوجية جزء من الزيجات الناجحة، ويحضرني هنا مثل إنجليزي يقول «إن بيت الرجل هو قلعته.. أو قلعة الرجل بيته»، وأضيف أنَّ البيت هو مملكة المرأة السعيدة، التي تحميها من تقلبات الزمن ومصائب الأيام، فلتبني قلعتها على أساس متين، فليس في الدنيا أجمل من زواج سعيد.
أشياء أخرى:
«الحب أعمى، ولكن الزواج
يعيد إليه النظر».