6- لا تعق العمل الكلمة
الشائعة لهذه التعبير هي تفويض السلطة ، فقد تجد نفسك تحاول القيام بكل
شيء ، ربما بسبب التوتر و قلة الخبرة ، أو ببساطة لأنك لا تثق بمعنوياتك .
و
هكذا و بسرعة فائقة ستجد أكداسا من المذكرات فوق مكتبك تنتظر الإعتماد ،
كما سيتأخر اتخاذ القرارات المناسبة ، و سيتراكم العمل لتصبح إدارتك هي
عنق الزجاجة في الشركة .
ليست هذه مشكلتك وحدك ، فكل مدير قلق على
عمله يغمره شعور عارم بالمسؤولية بحيث يبدو له من الأسهل و الأجدى أن يؤدي
عمله بنفسه بدلا من تعليم الآخرين كيفية أدائه .
7- لا تتهرب من المسؤولية من
أهم مباديء الإدارة أن تتحمل مسؤولية الأخطاء وتنسبها إلى نفسك و أن تنسب
الإنجازات و الأداء الناجح إلى معاونيك ، لأن المدير الذي يحاول إلقاء
اللوم على الآخرين و تحميلهم المسؤولية لن يخسر ثقتهم فقط ، بل واحترامهم
أيضا .
إن الإخلاص سلاح ذو حدين ... و عليك أن تتذكر دائما أن الخير يعم وأن الشر يخص .
8- لا تتورط في نوبات غضب إنه
من غير الحكمة و الرزانة أن تفقد شعورك ، فتصرخ و تصيح ضاربا المكتب
بقبضتك ، أو أن تقذف ما تقع عليه يداك ، إن الآخرين لن ينظرو إلى ما تقوم
به على أنه قوة و صرامة ، بل يعتبرونه ضربا من الجنون وقلة الحيلة ، إنك
بمثل هذا التصرف تجبر الموظفين على إخفاء الأخبار السيئة و المشكلات
الكبيرة عنك ، تجنبا لغضبك الجارف ، و ستكون آخر من يعلم دائما ، وبعد فوات
الأوان .
إن مهمتك الأساسية هي أن تحل المشكلات لا أن تزيدها ،
وهذا يتطلب صبرا عظيما و كثيرا من ضبط النفس ، و نحن هنا لا نطالك بأن
تكون ملاكا ، ولا نحرمك من أن تعبر عن نفسك ، فهناك مواقف تجبرك على إظهار
الإحباط و خيبة الأمل ، و لكن يجب أن ينصب تعبيرك هذا على المواقف و
الأشياء نفسها ،
و ليس على ما حولك حتى و لو ارتكبو بعض الأخطاء .
9- لا تتمتع بامتيازات شخصية كمدير
جديد تجد نفسك فجأة قادرا على المجيء متأخرا ، أو المغادرة متأخرا ، أو
الغياب أكثر من ساعة في فترة الغذاء ، أو إجراء إتصالاتك الشخصية من مكتبك
، كما قد تكون مأخوذا بمكانتك الجديدة أو بسلطاتك الواسعة ، فتحاول
ممارسة هذه السلطات بأشكالها المتعددة .
لكن عليك أن تعلم أن جميع
العيون مسلطة عليك ، فأنت مثال حي لكل من يعمل معك ، و إذا لم تكن قدوة
فلن يتبعك أحد ، كما أنه ليس لك أن تتوقع من الآخرين بذل قصارى جهدهم ،
إذا لم تكن معهم لتحفزهم على ذلك .
إذا عملت بوقت أكبر و بجهد أكثر
لتنجز كل الأعمال في وقتها ، فإن كل الذي حولك سيتوقع أنك تتوقع مثل هذا
العطاء منهم ، و أن أحد لن ينال رضاك أو الترقية ما لم يعمل بنفس الروح
العالية .
10- وازن بين مصلحة المؤسسة و مصلحة الموظفين عليك
أن تسير على خيط رفيع يفصل بين مصلحة المؤسسة و مصلحة الموظفين ، فإذا ما
ملت إلى مصلحة المؤسسة لأن مصلحتك الوظيفية فبها ، فإن الموظفين قد
يعتبرونك وصوليا ، أما إذا تعاملت بابتذال و ليونة مع الموظفين ، فسيكون
من الصعب عليك أن تحتفظ بنفوذك .
عليك أن لا تنقص أبدا من قدر مؤسستك
، فتخبر موظفيك مثلا بأنك تنتظر الفرصة للإنتقال إلى مؤسسة أخرى ، و احذر
أن تكشف للموظفين الكثير من خصوصياتك و علاقاتك خارج العمل ، و إنه لمن
المؤسف حقا أن علاقات الزمالة السابقة بينك و بين موظفينك لا يمكن أن
تستمر بعد ترقيتك ، فأنت الآن مديرهم وعليك أن تتقبل الواقع الجديد ،
وتترك مسافة ولو محدودة بينك و بينهم .